صحف عالمية: واشنطن تكثّف علاقاتها مع الشرق الأوسط وليبيا أمام مفترق طرق
قال تقرير إن سلسلة الاجتماعات الرفيعة المستوى مع مسؤولين أمريكيين ومسؤولين إقليميين في الشرق الأوسط، تدل على تعزيز واشنطن لسياستها في المنطقة، فيما وصلت آمال ليبيا في إنهاء عقد من الفوضى السياسية، عبر إجراء انتخابات ذات مصداقية في نهاية العام الحالي لرئيس وبرلمان موحّد جديد، إلى لحظة حاسمة.

وتطرقت الصحف العالمية الصادرة، اليوم، إلى تكثيف واشنطن لاتصالاتها مع دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الوضع الحرج في ليبيا، إلى جانب موقف أمريكا من التطبيع مع حكومة دمشق.
وفد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يعرض التغيرات الإقليمية
تحدثت صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية عن تعزيز واشنطن لسياستها في الشرق الأوسط، وقالت:" ظهرت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى مع مسؤولين أمريكيين ومسؤولين إقليميين، توضّح كيف تريد واشنطن تعزيز سياستها في الشرق الأوسط.
وقال البيت الأبيض يوم 28 أيلول، إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، برفقة منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، سيتوجه إلى القاهرة، لعقد اجتماعات رسمية، وسيناقش الوفد الوضع في ليبيا والقرن الأفريقي. ودور مصر في تعزيز الأمن والازدهار لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين، بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى مصر في وقت سابق من هذا الشهر. وبعد عودته من المنطقة، سيستضيف مستشار الأمن القومي جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا في واشنطن في 5 تشرين الأول، لمتابعة المناقشات حول هذه المواضيع وغيرها، واجتماع المجموعة الاستشارية الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقالت الولايات المتحدة في 27 أيلول إن سوليفان سيسافر إلى المملكة العربية السعودية وإلى الإمارات العربية المتحدة. وانضم إليه منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك والمبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، وسيجتمع سوليفان مع كبار القادة لمناقشة مجموعة من التحديات الإقليمية والعالمية.
وذكرت وسائل إعلام سعودية أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أكد مبادرة المملكة لإنهاء الصراع اليمني في محادثات مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان.
وقد يفتح الأردن المزيد من العلاقات مع سوريا، بما في ذلك الرحلات الجوية والتجارة. كما التقى زعماء أربع ديمقراطيات كبرى يوم الجمعة الماضي بالرئيس الأمريكي جو بايدن. وشمل ذلك الولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا فيما يسمى "قمة الرباعي".
ويمكننا أن نرى في هذه الشراكات، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا والولايات المتحدة واليابان والهند وأستراليا، والتحالف الفرنسي اليوناني، والشراكات الإسرائيلية مع فرنسا ومصر واليونان وقبرص واتفاقات أبراهام، وهي نظام من التحالفات الناشئة والشراكات التي تمتد من أستراليا إلى فرنسا. على الرغم من أن هذه الدول لا تتفق دائماً، إلا أنها تشترك في العديد من المصالح.
إن الوفد الأمريكي الأخير الذي جاء إلى مصر، وشارك أيضاً سوليفان في رحلة طيران إلى لارنكا في قبرص، ضروري للاستقرار الإقليمي".
انتخابات ذات مصداقية أم محاولة أخرى فاشلة لبناء الدولة في ليبيا؟
قالت صحيفة الغارديان البريطانية عن الانتخابات الليبية: "آمال ليبيا في إنهاء عقد من الفوضى السياسية، عبر إجراء انتخابات ذات مصداقية في نهاية العام الحالي لرئيس وبرلمان موحد جديد، قد وصلت إلى لحظة حاسمة، مع إصرار الولايات المتحدة على أن التصويت يجب أن يمضي قدماً.
إلا أن بعض الدبلوماسيين الأوروبيين يخشون، من أن تكون الانقسامات واسعة للغاية إلى درجة أنه لن يتم الاعتراف بشرعية نتائج الانتخابات.
ومن المقرر إجراء الانتخابات في 24 كانون الأول، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن بشأن القوانين التي تحكم هذه الانتخابات.
وتوجد دلائل على أن الحكومة المؤقتة، المعينة نظرياً من قبل الأمم المتحدة لإدارة الخدمات قبل الانتخابات، قد تسعى للاستفادة من المأزق للبقاء في السلطة "إلى أجل غير مسمى"، كما أن الآلاف من القوات الأجنبية، الذين تمولهم تركيا وروسيا بشكل أساسي، لا يزالون أيضاً في البلاد.
وقال طارق المجريسي، المختص بليبيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "الصعوبة هي أن ليبيا تفتقر إلى أي مؤسسات سياسية ذات شرعية شعبية بلا نزاع منذ أن تم التصويت على المؤتمر الوطني العام لتولي السلطة في عام 2012. هذا يخلق ساحة سياسية تشعر فيها النخب الحالية بالقدرة على التنصل من مسؤولياتهم الدستورية، المتمثلة في وضع اللمسات الأخيرة على دستور جديد وإنهاء الفترة الانتقالية. وهذا يعني أنهم يركزون بدلاً من ذلك على أن تكون لديهم سلطة مطلقة".
كما أن القوى الغربية تمارس في العلن أقصى قدر من الضغط من أجل إجراء الانتخابات.
لكن وراء الكواليس، يبحث الدبلوماسيون الغربيون خططاً أخرى، خوفاً من أنه إذا لم تجرَ الانتخابات، فقد تتدهور الأوضاع وتسيطر تركيا وروسيا، اللتان لهما قوات في ليبيا، بشكل أكثر إحكاماً على البلد الغني بالنفط.
ولدى المجتمع الدولي، خياران رئيسيان إذا لم ينجحوا في إقناع السياسيين الليبيين بالتوصل إلى اتفاق بشأن شكل الانتخابات.
الخيار الأكثر تطرفاً هو أن تدفع الأمم المتحدة الحكومة المؤقتة لقبول أو التأكيد على أن المنظمة الدولية مخولة بموجب قرارات مجلس الأمن الحالية بفرض قانون انتخابي، كما يطالب بعض السياسيين الليبيين.
والخيار الثاني هو الاعتراف بأن الوقت قد نفد، وأنه لا يمكن إجراء الانتخابات، فيتم تبنّي المبادرة التي اقترحتها الحكومة المؤقتة التي ستحاول من خلالها تهيئة الظروف في المستقبل لإجراء انتخابات.
وتنص تلك المبادرة على إرساء الاستقرار وصياغة دستور دائم وإصلاح قطاع الأمن وإجراء مصالحة.
وقال أحد المراقبين للغارديان إن: "الصعوبة في الانتخابات هي أنها قد تذهب لصالح من يدفع أكثر للمجموعات، لتعبئة معظم صناديق الاقتراع".
مسؤول أمريكي: لن تقوم الولايات المتحدة "بتطبيع أو ترقية" العلاقات مع حكومة دمشق
ذكرت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية عن موقف أمريكا من التطبيع مع دمشق: "قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ليس لديها خطط "لتطبيع أو ترقية" العلاقات الدبلوماسية مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تشجع الآخرين على القيام بذلك".
وجاءت هذه التصريحات رداً على التقارب بين الأردن وسوريا بعد أن أعادت الأردن فتح معبرها الحدودي الرئيسي مع سوريا بشكل كامل يوم الأربعاء.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "لن تطبّع الولايات المتحدة أو تطور علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، ولا نشجع الآخرين على القيام بذلك، بالنظر إلى الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد ضد الشعب السوري. وفي نظرنا فإن الأسد لم يسترد أي شرعية".
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية "نعتقد أن الاستقرار في سوريا والمنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عملية سياسية تمثّل إرادة جميع السوريين. ونحن ملتزمون بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لضمان بقاء حل سياسي دائم في متناول اليد".
(م ش)