بعد عامين.. سري كانيه وكري سبي 3

بعد عامين من الاحتلال التركي لسري كانية وكري سبي باتت هاتان المدينتان مرتعًا للمجموعات المرتزقة ونشر الفكر المتطرف حيث ظهر مرتزقة داعش هناك، فما مصير هذه المناطق المحتلة؟ وكيف يمكن للسوريين استرجاعها؟

بعد عامين.. سري كانيه وكري سبي 3
الأربعاء 6 تشرين الأول, 2021   22:40
مركز الأخبار- ميديا حنان 

سري كانيه وكري سبي.. بؤر للمرتزقة وحاضنة لنشر الفكر المتطرف

بعد استقدام الاحتلال التركي لأسر مرتزقة داعش العراقيين والأفغان وغيرهم إلى مدينة سري كانيه، تسعى تركيا لتغير التركيبة السكانية تحت ستار المنظمات والجمعيات لنشر الفكر التطرفي في المناطق المحتلة.

وأدخل الاحتلال التركي في الـ 25 من حزيران 2021 جمعيات شيشانية، تحت ستار أنها "جمعية خيرية" إلى منطقة سري كانية المحتلة وافتتحت لها مقر فيها باسم "الجمعية الخيرية القفقاسية".

وتداولت صفحات ونشطاء صور لافتتاح الجمعية الشيشانية التي تسمى "بالجمعية الخيرية القفقاسية" في مدينة سري كانيه المحتلة وذلك بدعم من قبل دولة الاحتلال التركي بهدف نشر التطرف في المنطقة.

 كما ظهر في داخل سري كانية أعلام مرتزقة داعش وذلك خلال تظاهرة في الخامس والعشرين من تشرين الأول2020 تدعو إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، وهذا ما يؤكد وجود عناصر مرتزقة داعش في سري كانيه.

خلافات واقتتال بين المرتزقة

وبالإضافة إلى ذلك، تندلع المواجهات بين المجموعات المرتزقة في سري كانية وكري سبي كما تحدث انفجارات في هذه المناطق.

الرئيس المشترك لمجلس مقاطعة كري سبي حميد العبد تحدث حول ذلك قائلًا: "هذا الفلتان داخل المجموعات المرتبطة بتركيا ناجمة عن خلافات لتقاسم المسروقات والإتاوات التي تفرض بحق أهلنا، كما أن هذه المجموعات الراديكالية مختلفة فيما بينها وذلك لعدم وجود فكر إصلاحي واغلب هذه المجموعات هي من بقايا داعش وجبهة النصرة الارهابيتين، ويأتمرون بأوامر مشغلهم التركي، وهم عبارة عن مرتزقة وأثبتوا بالدليل القاطع ذلك عندما ارسلهم اردوغان إلى ليبيا وإقليم قره باغ للقتال بالدولار".

وعن العمليات والتفجيرات المستمرة التي تحدث في المنطقة أوضح العبد: "هذه التفجيرات مفتعلة من داخل المجموعات الراديكالية لتصفية بعضها البعض وإحداث الفوضى وتهجير المزيد من السكان المحليين، كما أن المرتزقة عمدوا إلى تهجير أغلب القرى بحجة انشاء نقاط عسكرية لهم. ما حصل هو جلب عوائلهم من ادلب وغيرها من المناطق السورية، وهذا الفلتان مستمر حتى الآن، كما قاموا بضرب النسيج الاجتماعي من خلال اعتقالهم لوجهاء وشيوخ بعض العشائر لإذلالهم وإرغامهم على تقبل الاحتلال والضغط عليهم لإفراغ المنطقة من سكانها في كل من تل أبيض وسري كانيه".

ازدياد الانتهاكات أثار نقمة الأهالي

انتهاكات الاحتلال ومرتزقته بحق الأهالي ازدادت يومًا بعد يوم ما دفع أهالي المناطق المحتلة لإظهار نقمتهم على الرغم من الترهيب الذي يمارسه المرتزقة بحقهم.

وفي الـ 23 من شهر آب2020 أقدم مرتزقة ما تسمى "الشرطة العسكرية" التابعة لجيش الاحتلال التركي على اقتحام منزل في مدينة كري سبي / تل أبيض بحي الشلال وسرقته والإقدام على الاعتداء على امرأة من أهل المنزل بالضرب المبرح نقلت على إثرها إلى المشفى.

وبعد تلك الحادثة شهدت المدينة حالة من الاحتقان الشعبي حيال ممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته بحق المدنيين.

وفي الـ 22 من شهر آب، أقدمت دولة الاحتلال التركي من خلال المرتزقة الذين يديرون المجلس المحلّي في مدينة سري كانيه للإعلان عن افتتاح البوّابة الحدودية بحجّة التجارة في حي العبرة بمركز مدينة سري كانيه بعد جرف دولة الاحتلال ومرتزقتها لعدة منازل بالإضافة إلى سيطرتهم على مساحة من الأرض تعود ملكيتها لأحد المدنيين ما أثار حالة من الاستياء الشعبي في المدينة.

وعلى إثرها شهدت مدينة سري كانيه مظاهرات واحتجاجات من قبل الأهالي ضد سياسات الدولة التركية ومرتزقتها رافضين هذه الممارسات.

كما شهدت قرى علي باجلية و سلوك و كورمازات وخربة الرز وحمام تركمان التابعة لمنطقة كري سبي العديد من التظاهرات، واستعمل الاحتلال التركي ومرتزقته أساليب القمع الوحشية من اختطاف للنساء والرجال وتجويع الشعب وحرمانه من أبسط مقومات الحياة.

حميد العبد أشار إلى أنه وبعد احتلال المناطق "عمد الاحتلال التركي على تهجير السكان المحليين، ولا يزال التهجير مستمرًا عبر المضايقات بحق أهالينا المتواجدين في أراضيهم والهدف الأساسي هو إفراغ المنطقة من أهلها".

وأضاف العبد "رغم الإجراءات التعسفية بحق أهلنا فإنهم متمسكون بأرضهم ويطالبون من خلال المنظمات الدولية بإنهاء الاحتلال التركي وإخراج المرتزقة والعودة الآمنة للمهجرين قسرًا وعلى أهالينا الصمود والتعبير عن رفضهم للاحتلال وفق القوانين الدولية".

وطالب العبد المجتمع الدولي بإدراج كافة المجموعات المرتزقة المتواجدة في سري كانيه وكري سبي على لائحة الإرهاب الدولية كما حدث مع مرتزقة أحرار الشرقية، مضيفًا: "على أهالينا عدم الانجرار وراء ما يشاع من قبل الحكومة التركية بأنهم محررين وليس محتلين ولكن كل هذا لتنفيذ أجندته الاستعمارية وذلك لعدم قيامهم بمظاهرات ضد الاحتلال".

سبل إنهاء الاحتلال

وحول سبل إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، قال المعارض السوري وعضو لجنة العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية علي رحمون: "علينا العمل مع كل الأطراف السورية للضغط لإنهاء الاحتلال التركي أولًا والعمل على عودة الأهالي إلى منازلهم وأملاكهم، ثانيا".

وحمل رحمون الأطراف الدولية الفاعلة بالملف السوري مسؤولية هذه الجرائم وقال: "يجب علينا العمل على فضح الانتهاكات المستمرة بحق السكان في تلك المناطق وعلى عموم الأراضي السورية، وألا ندخر أي جهد في سبيل انهاء كل الاحتلالات من الأراضي السورية ولن نستطيع ذلك إلا بتوحدنا كسوريين ونكون يدا واحدة وثانيا من خلال الضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ الحل السياسي في سوريا وفق القرارات الأممية وقرار جنيف 2118  وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254مواجهة المحتلين للأراضي السورية".

(م)

ANHA