عمر صغير وفنّ عظيم
استطاعت ميرفا، في عمرٍ لا يتجاوز الثالثة عشرة، أن تحوّل موهبتها إلى فنٍّ ناضج، حيث بدأت مسيرتها في أداء الأغاني الشعرية وهي في الثامنة من عمرها.

في الحي الغربي بمدينة قامشلو، تعيش عائلة مهجرة من عفرين، حاملةً بين طياتها ذكريات الألم، وعلى الرغم من جراح التهجير، تطلّ على الحياة بوجهٍ مشرق، من الأب إلى أصغر طفل، هناك فنانة هاوية.
وفي قلب هذه العائلة، تبرز الطفلة ميرفا (13 عاماً) كنجمةٍ ساطعة، بعمرٍ لا يتجاوز الثالثة عشر، أتقنت فن الأغنية الشعرية الكلاسيكية، محوّلةً مأساة النزوح إلى أنغامٍ تروي حكاية شعب. ففي صوتها العذب، يعود صدى تراثٍ موغل في القدم، حيث كان الأجداد يوثقون فرحهم وحزنهم عبر القصائد المغناة.
تقول ميرفا إنّ والدتها كانت تغني لها دائماً في طفولتها الأولى، فتأثرت بها وبدأت مع الوقت بالاستماع إلى الأغاني الكردية، لتبدأ بغناء الأغاني الشعرية في سن الثامنة، وتحظى بدعم وتشجيع من والديها.
انتقلت العائلة التي تهجّرت خلال احتلال عفرين (2018)، أولاً إلى كوباني، وهناك التحقت ميرفا بالمدرسة وتلقّت خلال العطلة دروساً في الموسيقى، لتتعلّم أيضاً بالإضافة إلى الأغنية الشعرية، العزف على الكمان.
وقبل بضعة أشهر، انتقلت العائلة إلى قامشلو، وتواصل ميرفا الغناء والعزف على الكمان هنا.
وتغني ميرفا أغانٍ مثل (Têlî, Cembelî, Sînano) وغيرها، وتنشر هذه الأغاني على حسابها على وسائل التواصل الافتراضي.
بعد أن سمع والد ميرفا صوتها ورأى شغفها بالموسيقى، بدأ بتعلّم العزف على الطنبور، فدعمه لابنته بلا حدود، هو الذي سجّل الأغنية التي غنتها ميرفا في سن الثامنة.
تقول ميرفا التي أنهت الصف الثامن، إنّها ترغب في دراسة الطب وأن تصبح طبيبة، إلى جانب فنها.
(ر)
ANHA