المؤامرة الدولية يوماً بيوم

خلفت المؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان آثاراً عميقة على مدى 26 عاماً. خلال هذه الفترة، ظهرت العديد من الحقائق وتوضحت جوانب عدة.

المؤامرة الدولية يوماً بيوم
الجمعة 7 شباط, 2025   02:30
مركز الأخبار

"تم دق المسمار الأول في موسكو؛ شعرت بكل أنواع الخيانة. المسمار الثاني دُقّ في روما؛ ولكن رغم كل ألاعيب الرأسمالية، لم أتخلَّ عن كرامتي. المسمار الثالث دُقّ في أثينا؛ كنت في مواجهة خيانة غير مسبوقة، فشعرت بالشلل! المسمار الرابع دُقّ في نيروبي؛ وجرى تسليمي إلى تركيا التي كانت تقود محاكمة لإعدامي. في نهاية مؤامرة الصليب (أربعة مسامير)، تم احتجازي في سجن إمرالي المنعزل في بحر مرمرة، وأرادوا أن أبقى معلقاً هنا في الصليب منتظراً الموت. لذلك، أنا لست سجين تركيا، بل أنا سجين المؤامرة الدولية..."

هذه كلمات قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، هذا الحزب الذي عندما بدأ بالكفاح المسلح، قالت عنه دولة الاحتلال التركي إنه لن يدوم أكثر من 6 ساعات، لكن الحزب يواصل وجوده وكفاحه المسلح منذ 47 عاماً. ذكر القائد أوجلان هذه الكلمات أيضاً في الصفحات الأخيرة من كتابه "المؤامرة الدولية: دفاع عن أثينا"، التي تتحدث عن المؤامرة التي حيكت ضده.

بدأت المؤامرة التي يشير إليها القائد عبد الله أوجلان في مطلع تسعينيات القرن الماضي. حيث جرى التخطيط لها من قبل الولايات المتحدة وبعض دول حلف الناتو، وكان الهدف الأول هو تصفية القائد.

في هذا الإطار، في الـ 27 من تشرين الأول 1994، التقى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وحافظ الأسد في دمشق وأجريا محادثات استمرت 4 ساعات. خلال هذا الاجتماع، جرى الحديث عن القائد عبد الله أوجلان لمدة 3 ساعات متواصلة، وزعموا بأنه "أكبر تهديد" وينبغي استهدافه. جرت المحاولة الأولى لاغتياله في 6 مايو 1996 من خلال هجوم بالقنابل في دمشق، إلا أن المحاولة فشلت.

بسبب الضغوط الدبلوماسية والعسكرية الأمريكية على سوريا، اضطر القائد عبد الله أوجلان إلى مغادرة سوريا في 9 أكتوبر 1998. ذهب إلى عدة دول، ولكن بسبب الضغوط الأمريكية، اضطر إلى مغادرة كل دولة. في مواجهة هذه المحاولات، ذهب عبد الله أوجلان إلى كينيا في محاولة لحل القضية الكردية بشكل ديمقراطي وسلمي، ولكن في 15 فبراير 1999، تم اختطافه أثناء خروجه من السفارة وتسليمه إلى فريق من استخبارات الاحتلال التركي في مطار نيروبي.

بعد المؤامرة، شرح القائد عبد الله أوجلان هذه القضية بشكل مفصل في كتبه وحللها. في عناوين مثل "عملية الناتو-غلاديو"، "بداية الحرب العالمية الثالثة"، "أكبر مؤامرة في القرن الحادي والعشرين"، و"الخطوة الأولى في تدخل الشرق الأوسط"، قام بتحليل هذه القضية بشكل موسع.

وصلت المؤامرة الدولية إلى عامها الـ 27، ولا يزال القائد عبد الله أوجلان منذ أن أُحضِر إلى تركيا وحتى الآن، محتجراً في حجرة فردية في سجن إمرالي، ويصف هذه الحجرة بأنها "تابوت". يروي عبد الله أوجلان، في ظل ظروف احتجاز صعبة، عملية المؤامرة بتفصيل كبير في كتابه "المؤامرة الدولية: دفاع عن أثينا".

العملية التي بدأت في عام 1994 بلقاء كلينتون-الأسد واستمرت حتى 15 فبراير 1999 هي كما يلي:

يوم 23 شباط عام 1996: وقعت تركيا وإسرائيل اتفاقية تعاون عسكري وتدريبي، وصلت إلى مستوى التعاون الاستراتيجي. في إطار هذه الاتفاقية، تم تطويق سوريا بشكل مشترك.

يوم 9 نيسان 1996: تم عقد اجتماع سري في البيت الأبيض بين رئيس وزراء اليونان كوستاس سيميتيس والرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وكان الموضوع الرئيسي عن القائد عبد الله أوجلان.

يوم 6 أيار 1996: تم تنفيذ أول محاولة للمؤامرة الدولية ضد القائد عبد الله أوجلان من خلال هجوم اغتيالي في دمشق. حيث انفجرت عبوة ناسفة في الحديقة المجاورة للمنزل الذي كان يقيم فيه القائد، ونجا من الاغتيال دون إصابات. بعد الانفجار بأقل من نصف ساعة، أعلنت صحف لندن أن القائد عبد الله أوجلان قد فقد حياته.

خلال أيار 1997: قام تورهان تايان، وزير الدفاع في حكومة نجم الدين أربكان، بزيارة مرتفعات الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل.

يوم 16 أيلول 1998: طالب قائد القوات البرية في جيش الاحتلال التركي الجنرال أتيلا أتيش من على الحدود السورية بتسليم أو عزل القائد عبد الله أوجلان. بعد تصريحات أتيش، دخلت المؤامرة الدولية حيز التنفيذ، وتم ممارسة ضغوط كبيرة على سوريا من عدة جهات.

يوم 17 أيلول 1998: المباشرة بعد اتفاقية سيميتيس- كلينتون، تم استدعاء رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إلى أنقرة وطُلب منه تقديم تعهدات بالولاء لأمريكا وبريطانيا. بعد ذلك، تم عقد اجتماع مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، وأُرسل إلى واشنطن. وفي اليوم ذاته، تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي للأكراد بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والولايات المتحدة في واشنطن. كان الهدف من هذه الاتفاقية تصفية النضال التحرري الكردستاني والتعاون في الشأن السوري. كما تم الاتفاق على تحويل نظام الحكم في العراق إلى الفيدرالية.

 يوم 30 أيلول 1998: في اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس سليمان ديميريل، نوقِشت الخيارات العسكرية ضد سوريا. في 1 تشرين الأول، أعلن ديميريل تهديداً بالتدخل العسكري ضد سوريا.

يوم 3 تشرين الأول 1998: بدأت قوات الناتو مناورات عسكرية واسعة في لواء اسكندرون على الحدود السورية. شارك في هذه المناورات 2500 جندي وأفراد من القوات الأمريكية. تم تفسير هذه التطورات على أنها استعدادات للحرب ضد سوريا. بالتزامن مع هذه المناورات، نُقِلت سفن حربية أمريكية وصواريخ متطورة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بالقرب من الحدود السورية. في الوقت نفسه، نشرت إسرائيل قواتها العسكرية في مرتفعات الجولان. تزامنت كل هذه التحركات مع تصريحات قائد القوات البرية أتيلا أتيش والرئيس ديميريل، اللذين استهدفا سوريا والقائد عبد الله أوجلان بشكل مباشر.

بعد هذه التصريحات، نشر جيش الاحتلال التركي قواته على الحدود السورية من هاتاي إلى منطقة جزير في شرناخ، وأُعلِنت حالة التأهب القصوى في القواعد الجوية في آمد (ديار بكر) وملاطية. من جهة أخرى، دخلت الولايات المتحدة في جهود دبلوماسية مع مصر والمملكة العربية السعودية لممارسة الضغط على سوريا. بهذه الطريقة، وصل التحالف الثلاثي بين أمريكا وتركيا وإسرائيل إلى أعلى مستوى من ممارسة الضغط على سوريا.

الخروج من سوريا

قبل 9 تشرين الأول 1998: قامت الولايات المتحدة وحلف الناتو وإسرائيل وتركيا بتكثيف الحصار العسكري والسياسي والدبلوماسي على سوريا. وصل هذا الضغط إلى ذروته في 9 تشرين الاول 1998. استسلمت سوريا لهذه الضغوط ووافقت على مطالبهم فيما يتعلق بحزب العمال الكردستاني، بعد أن رفض القائد عبد الله أوجلان التسبب في حرب على سوريا.

يوم 9 تشرين الأول 1998: غادر القائد عبد الله أوجلان سوريا على متن طائرة ركاب سورية من مطار دمشق متجهاً إلى أثينا. عندما هبطت الطائرة في مطار هيلينيكون في أثينا، لم يظهر وزير النقل السابق اليوناني ونائب حزب PASOK كوستاس بادوفاس، الذي كان قد دعا عبد الله أوجلان شخصياً. بدلاً من ذلك، ظهر الضابط الكبير سافاس كالينتيريديس ومسؤولون رفيعو المستوى من الاستخبارات أمام القائد عبد الله أوجلان. واتُّحِذ قرار بأن عبد الله أوجلان، الذي قدّم طلب اللجوء، يجب أن "يغادر اليونان فوراً" قبل إرسال طلبه إلى المحكمة. في اليوم نفسه (9 أكتوبر)، غادر القائد عبد الله أوجلان على متن طائرة خاصة أعدّتها وزارة الخارجية اليونانية متجهاً إلى موسكو.

في 9 تشرين الأول عام 1998، أعلن القائد عبد الله أوجلان، الذي ذهب إلى روسيا، أنه استُقبل من قبل نعمان أوجار وقوات الأمن الروسية، وقال حينها: "ذهبت أولاً إلى منزل رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي جيرينوفسكي، ثم ذهبت إلى منزله الجبلي، وقدمت طلب اللجوء السياسي إلى الضباط الموجودين معي".

يوم 11 تشرين الأول عام 1998: بعد مغادرة القائد عبد الله أوجلان سوريا، تحصلت أنقرة على معلومات استخباراتية بخصوص أماكن وجوده. عقد مساعد رئيس وزراء تركيا آنذاك مسعود يلماز، مؤتمراً صحفياً في ذلك اليوم، وقال حينها: "علمنا اليوم أن أوجلان موجود في روسيا". في هذا الصدد، قدم القائد عبد الله أوجلان طلب اللجوء السياسي في الدوما، مبنى البرلمان الروسي.

يوم 4 تشرين الثاني 1998: وافق الدوما على طلب اللجوء السياسي للقائد عبد الله أوجلان بـ 298 صوتاً. وكانت أول ردة فعل على هذا القرار من الولايات المتحدة الأمريكية. حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيمس روبن في بيانه: "لا ينبغي لأحد أن يقدم حق اللجوء لعبد الله أوجلان".

رئيس وزراء روسيا بريماكوف، الذي لم يعترف بقرار الدوما بشأن القائد عبد الله أوجلان، منحه 9 أيام لمغادرة روسيا.

الضغوط على إيطاليا

يوم 12 تشرين الثاني عام 1998: القائد عبد الله أوجلان، الذي غادر روسيا بوساطة نائب الحزب الشيوعي لإعادة تأسيس إيطاليا (PRC) رامون مانتوفاني، وصل إلى العاصمة الإيطالية روما وجرى توقيفه في المطار. بعد التوقيف، قدم القائد عبد الله أوجلان طلب اللجوء السياسي في روما.

يوم 21 تشرين الثاني عام 1998: أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت محادثات مطولة مع الأمين العام لحلف الناتو آنذاك خافيير سولانا لمنع قبول عبد الله أوجلان في أي دولة.

يوم 24 تشرين الثاني عام 1998: اتصل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون مرتين برئيس إيطاليا داليما، وقال: "ابتعدوا عن ارتكاب خطأ تاريخي!" كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيمس روبن: "يجب تسليم أوجلان إلى تركيا في أقرب وقت ممكن".

يوم 16 كانون الثاني عام 1999: غادر القائد عبد الله أوجلان إيطاليا متجهاً إلى موسكو مرة أخرى.  

الصليب واستعدادات التابوت

يوم 17 كانون الثاني عام 1999: أخبر مسؤولو الأمن الروس القائد عبد الله أوجلان أن الحكومة لا تريد بقاءه في روسيا، وقالوا إن هذه التعليمات صدرت من بريماكوف.

يوم 18 كانون الثاني عام 1999: سفير روسيا في أنقرة ألكسندر ليبيديف، وعد تركيا بأنه "عندما يتم القبض على أوجلان، سيتم تسليمه". كما أكد بولنت أجاويت ذلك في اليوم نفسه من خلال تصريحه الصحفي. وصف عبد الله أوجلان هذه العملية بأنها "استعدادات للصليب والتابوت".

يوم 20 كانون الثاني عام 1999: تم نقل قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان إلى منزل في قرية قرب بيشكيك، عاصمة طاجيكستان. وقال القائد عن ذلك: "كان هذا ترحيلاً قسرياً. قضيت 8 أيام هنا في عزلة تامة".

يوم 28 كانون الثاني عام 1999: تم نقل القائد عبد الله أوجلان إلى موسكو على متن طائرة. تعرض القائد عبد الله أوجلان هنا لتهديدات من وحدات خاصة روسية وطُلب منه الذهاب إلى دمشق. لكن القائد رفض هذا العرض، نظراً لخطورة الوضع، وأبلغ الأدميرال ناكساكيس أن حياته في خطر.

يوم 29 كانون الثاني 1999: القائد عبد الله أوجلان، الذي تم نقله على متن طائرة خاصة أتى بها الجنرال المتقاعد ناكساكيس، هبطت مباشرة للمرة الثانية في أثينا، حيث شك في عروض المسؤولين الروس ولم يذهب إلى بوخارست.

يوم 30 كانون الثاني عام 1999: قال وزير الخارجية اليوناني ثيودوروس بانغالوس: "مرحباً بكم في بلدنا. نريد إجراء محادثات معكم. سيتم تنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة. لن تكون هناك معاملة تفضيلية. في هذا الصدد، نريد مناقشة وضعكم بشكل بنّاء." وافق القائد عبد الله أوجلان على الاجتماع، وبدلاً من بانغالوس، التقى مرة أخرى بستافراكاكيس وكالينتيريديس.

اتفاقيات البترول في دافوس

يوم 30 كانون الثاني عام 1999: في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في دافوس، تم مناقشة وضع القائد عبد الله أوجلان بين رئيس وزراء روسيا بريماكوف وشركات النفط الأمريكية. في الصحيفة الاقتصادية الروسية "كوميرسانت"، نُشرت مقالة بعنوان "تسويق النفط مقابل APO"، وتم الإشارة إلى أنه بموجب هذه الاتفاقية، سيُنقَل نفط كازاخستان عبر روسيا، وسيتم توزيع نفط أذربيجان عبر تركيا.

يوم 31 كانون الثاني عام 1999: بوساطة من اليونان، هبطت طائرة معدّة في مطار مينسك. في اليوم الذي هبط فيه القائد عبد الله أوجلان في مطار مينسك، صدر قرار سري في سويسرا، وبموجب هذا القرار، أصدرت جميع المطارات الدولية في أوروبا قراراً مشتركاً يمنع هبوط أي طائرة تحمل على متنها القائد عبد الله أوجلان بالهبوط على مدرجاتها.

يوم 1 شباط عام 1999: اتصل بانغالوس بسفير الولايات المتحدة في أثينا نيكولاس بيرنز وأخبره أن القائد عبد الله أوجلان محتجز في عزلة في جزيرة كورفو، وهو في اليونان. بعد ذلك، أُعطِي القائد عبد الله أوجلان ضمانات بأنه سيُرسَل إلى جنوب أفريقيا.

يوم 2 شباط عام 1999: في الساعة 05:30 صباحاً، بدلاً من الذهاب إلى جنوب أفريقيا، غادر القائد عبد الله أوجلان مطار كورفو على متن طائرة خاصة، حيث طلب سفير الولايات المتحدة في أثينا نيكولاس بيرنز من سيميتيس وبانغالوس إرساله إلى كينيا. هذه الطائرة السرية، التي يُقال إنها أتت من سويسرا وعلى الأرجح أُعِدَّت من قبل "غلاديو الناتو" أو "وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية"، هبطت في مطار نيروبي في 2 شباط 1999 الساعة 11:00 صباحاً. استقبل سفير اليونان في كينيا كوستولاس القائد عبد الله أوجلان. كما تم تسهيل مروره عبر الجمارك من قبل السفير.

اجتماع وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والمخابرات التركية (MIT)

يوم 4 شباط عام 1999: في المساء، طلب أحد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) مقابلة مستشار المخابرات التركية (MIT) شنكال أطاساغون بخصوص قضية معينة. ذهب ثلاثة أمريكيين، منهم رئيس محطة الـ CIA وخبيران في مكافحة الإرهاب، إلى منزل أطاساغون وعرضوا على المسؤولين الأتراك دعماً وعملية مشتركة بناءً على أوامر الرئيس الأمريكي كلينتون لاختطاف القائد عبد الله أوجلان، ووافقت تركيا على هذا العرض.

في الوقت نفسه، قال رئيس وزراء تركيا بولنت أجاويت بعد اختطاف القائد عبد الله أوجلان في تصريحه للصحفي صدات إرغين: "في 4 شباط، وصلتنا أخبار تفيد بإمكانية القبض على أوجلان من أفريقيا. وبناءً على ذلك، تم تفعيل هذه الآلية." كما عقد الرئيس التركي سليمان ديميريل في الليلة نفسها اجتماعاً كبيراً في قصر تشانكايا.

إعادة تهيئة سجن إمرالي

في اليوم نفسه، تم إخلاء سجن إمرالي شبه المهجور وتسليمه إلى القيادة العامة. وأُعلِن عن محيط الجزيرة كمنطقة عسكرية، وأُعيد بناء سجن إمرالي تحت اسم "التجديد" ليضم سجيناً واحداً فقط.

الفترة ما بين 4 – 15 شباط عام 1999: تعرض القائد عبد الله أوجلان لضغوط كبيرة من أجل مغادرة منزل كوستولاس في كينيا. لم يتم إصدار جواز سفر للقائد عبد الله أوجلان، وعلى الرغم من أنه قيل له إنه سيغادر في 12 شباط، إلا أن ذلك لم يحدث. وقد وصف قائد حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان هذا الأمر بأنه "ترحيل قسري".

طائرة تركية تهبط في أوغندا

يوم 8 شباط 1999: أرسل السفير كوستولاس، نائبه يورجوس ديوكوفوتاكيس، بناءً على طلب كاثوريم، الأمين العام لمديرية الشؤون الخارجية الكينية. وأوضح مدير الأمن التركي نجاتي بيلكان في تصريحه لمجلة "دير شبيغل" أن "عبد الله أوجلان يتم تعقبه خطوة بخطوة"، وقال: "سنقبض عليه".

يوم 10 شباط 1999: هبطت الطائرة التركية التي أقلعت من إسطنبول في مطار "عنتيبي" في أوغندا الساعة 16:00. وتبين أن هذه الطائرة، التي صممها الفرنسي فرانس داسو، مملوكة لرجل الأعمال التركي جاويت تشاغلار. توجه الفريق المكون من 9 أفراد إلى كمبالا، عاصمة أوغندا المجاورة لكينيا، وأقاموا في فندق "فيكتوريا ليك" في عنتيبي لمدة 5 أيام في انتظار أخبار من كينيا.

في اليوم نفسه (10 شباط عام 1999)، وصل السفير كوستولاس ورجل الأعمال يورجوس بانوس إلى مبنى السفارة الكينية، وحاولا تحت مسمى "خطة سيشل" إخراج القائد عبد الله أوجلان من السفارة مرة أخرى. في صباح يوم 13 شباط عام 1999، عندما رفض القائد عبد الله أوجلان الإصرار على مغادرة السفارة، تمت محاولة إخراجه بالقوة.

يوم 15 شباط عام 1999: عندما حاولت كينيا تسليم القائد عبد الله أوجلان في 15 فبراير، غادر القائد المبنى بشرط الذهاب إلى هولندا. في مساء يوم 15، اختُطِف القائد عبد الله أوجلان من مطار نيروبي في عملية مشتركة بين وكالات الاستخبارات الدولية. أعلن رئيس الوزراء التركي آنذاك بولنت أجاويت في 16 فبراير أمام الكاميرات أن القائد عبد الله أوجلان قد "تم إحضاره إلى تركيا".

(ك و)

ANHA