SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة

تُشرف مؤسسة اللغة الكردية (SZK) على تدريب نحو 150 متعلّماً ومتعلّمة كل أربعة أشهر، في مركزها بحي الشيخ مقصود وخارجه ضمن المجالس والمؤسسات، في مسعى لترسيخ اللغة الأم كركيزة أساسية لصون الهوية الثقافية ومواجهة سياسات الانحلال والطمس الثقافي.

SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
SZK تحيي اللغة الكردية وتحصّنها من الاندثار بدورات تدريبية منتظمة
الإثنين 2 حزيران, 2025   06:10
حلب
نسرين شيخو

تواصل مؤسسة اللغة الكردية (SZK) في القسم الشرقي من حي الشيخ مقصود بمدينة حلب جهودها الرامية إلى إحياء اللغة الأم وتعزيز الهوية الثقافية، حيث تستقبل حالياً نحو 150 طالباً وطالبة من مختلف الفئات العمرية، لتعليمهم اللغة الكردية ضمن برنامج تدريسي منتظم وشامل.

ويعود انطلاق هذا المشروع التربوي إلى سنة 2012، بالتزامن مع ثورة 19 تموز، والتي شكلت نقطة تحول كبيرة في المشهد الثقافي والاجتماعي في المناطق التي يطبق بها نظام الإدارة الذاتية وحيي الشيخ مقصود والأشرفية. ومنذ ذلك الحين، لم تنقطع المؤسسة عن تقديم الدورات، رغم تبدل الأماكن وظروف العمل، مُكرّسة طاقاتها للحفاظ على اللغة الكردية ونقلها للأجيال الجديدة.

من الأبجدية إلى القواعد: ثلاثة مستويات تعليمية

ووفق القائمين على المؤسسة، يُنظّم التعليم ضمن ثلاثة مستويات رئيسية، مدة كل مستوى أربعة أشهر، مع تشكيل مجموعات صغيرة تتراوح بين 15 إلى 20 طالباً، يتم إعدادها خلال أقل من شهر. وتشمل الدورات أفراداً من شرائح متنوعة، من طلاب جامعيين إلى أمهات.

عضوة مؤسسة اللغة الكردية، زوزان دهار، أوضحت أن البرامج الدراسية لا تميز بين الأعمار، بل تركز على الاستيعاب وتلبية الحاجة اللغوية لكل متعلم، وتضيف: "نثق بقدرة الجميع على التعلّم، رغم صعوبة اللغة أحياناً، لا سيما أن الأغلبية حرموا من تعلمها في مراحل مبكرة من حياتهم. مهمتنا اليوم هي صون لغتنا من الاندثار".

وتؤكد أن المناهج تبدأ من أساسيات القراءة والكتابة، وتنتقل تدريجياً إلى قواعد اللغة ومهاراتها المتقدمة، في إطار زمني مرن يتراوح من ساعة إلى ساعتين يومياً حسب قدرة الطالب، وقد تمتد إلى أربع ساعات في الحالات الخاصة.

ويرى المتعلمون أن هذه الخطوة تشكّل فرصة نادرة لتدارك ما حُرموا منه سابقاً. محمد بكر، شاب يبلغ من العمر 21 عاماً، ويخضع حالياً لدورة المستوى الأول، يصف التجربة بأنها "فرصة لا تُعوّض"، ويقول:" لغتنا تمثل ثقافتنا، ومن يهملها يضيع. علينا وخصوصاً نحن الشباب، أن نضع تعلم اللغة الأم ضمن أولوياتنا".

وفي سياق الحديث عن أهمية اللغة كركيزة للهوية، يستشهد البعض بما ورد في مجلد القائد عبد الله أوجلان المعنون بـ "القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية"، حيث يقول: "اللغة هي الوجود الهوياتي والمعنوي للمجتمع، وهي الزخم الثقافي والأخلاقي والوجداني له. وكلما ترقّى مجتمع بلغته، ترقّت حياته".

دورات اللغة تمثل مقاومة ثقافية

وتسعى مؤسسة اللغة الكردية من خلال هذا الجهد إلى تثبيت اللغة الكردية كجزء أصيل من الحياة اليومية ومواجهة الذهنيات الإقصائية التي أنكرت لعقود حقوق الكرد وغيرهم من مكونات النسيج السوري المتنوع. وفي حيي الشيخ مقصود والأشرفية، تبدو الفصول الدراسية الصغيرة بمثابة فعل مقاومة ثقافية بامتياز، عنوانها: "لن تُمحى لغتنا".

(آ)