صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله

صوتٌ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله، في كل نغمة وكلمة ترددها لتخلدها عبرها، وتثبت بأن الحياة لا تُعاش بصمت ودون فنّ؛ لما له من دور في الحفاظ على وجود الهوية والتاريخ من الطمس والفناء، وإنه بالصوت والغناء يُنقل الحنين ويُترجم الشعور.

صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
صوت فتيّ يعيد للذاكرة ملامح وطن سُلب من أهله
الأحد 8 حزيران, 2025   07:20
حلب
نسرين شيخو

بحنجرة شابة من "جيايي كورمينج" تصدح بالأغاني المختزلة لآلام الغربة والحنين إلى الديار، تعكس عبرها موهبتها وإحساسها، وتمسّكها بالهوية والثقافة والتاريخ لتثبت لمستمعيها أنه بالفن والصوت أيضاً يُخلّد الوطن.

آخين رشو ذات العشرين عاماً، من قرية بليلكو التابعة لمدينة راجو في عفرين المحتلة، قضت فترة الطفولة في قرية والدتها قوتو التابعة لبلدة بلبلة بعد نزوحها من حلب مع أسرتها، بداية اندلاع الحراك الشعبي في سوريا.

الانطلاقة والمواصلة!

في المنزل، ولدى ذهابها وعودتها من المدرسة، أي في سن السابعة من عمرها، دائماً ما كانت تردد الشابة آخين الأغاني على مسامع أسرتها وأصدقائها لتنتبه والدتها في بداية الأمر للموهبة التي تمتلكها وتدعمها لتتقن تأديتها.

نقطة الانطلاقة في مسيرتها الفنية، كانت عندما وجدت كل الآذان لها صاغية ويحظى صوتها باستحسان وإعجاب لتمتُّعه برخامة، لتضعها والدتها في إحدى المراكز التعليمية للغناء لتنمية مهارتها.

نالت آخين في طفولتها لدى مشاركتها في مهرجان نظمه مدرستها المرتبة الأولى، هذا النجاح زاد من ثقتها بنفسها في تحسين أدائها والوصول إلى مرحلة الإتقان مع المواظبة على تأدية واجباتها المدرسة.

التحديات التي اعترضت مسيرتها الفنية!

بتاريخ 20 كانون الثاني، شنت الدولة التركية ومرتزقتها هجوماً احتلالياً على عفرين، واحتلتها بعد 58 يوماً من المقاومة، الأمر الذي أرغمت أسرة آخين المكونة من أربعة أفراد إلى الخروج من المنطقة والتوجه إلى الشهباء، مع حمل العديد من ذكرياتها في ذاكرتها لترافقها في رحلة الاغتراب.

لم تستسلم آخين للتحديات التي اعترضت بداية مشوارها الفني، وبإرادة لا تعرف الخنوع وفي منطقة أحرص بالتحديد حيث مكوث أسرتها، ترجمت شعور الحنين الذي يخالجها إلى أغاني رددتها على مسامع مهجري عفرين لتحظى باستحسان لما يحمله من معانِ تلامس وجع ومعاناة التهجير.

في عام 2019، قررت أسرة آخين التوجه إلى حلب للعيش فيها، وبسبب تراجع الوضع المعيشي والمادي للأسرة، حملت على عاتقها مسؤولية تأمين احتياجات منزلها مع والدها، على الرغم من صغر سنها، لتعمل في إحدى ورش الخياطة لكسب لقمة عيش الأسرة.

انقطعت آخين عن الوسط الفني لمدة زمنية، لكنها شعرت بأن روحها بحاجة إلى إشباع بالفن وإلى التقرب من ثقافتها مرة أخرى بتحويل التحديات التي تعترض طريقها إلى خطوات نحو النجاح.

بتاريخ 26 كانون الثاني 2022، افتُتح مركز لحركة هلال زيرين في حلب، بهدف إحياء الثقافة بطابع نسائي وإظهار مواهب النساء من خلاله، آخين رشو إحدى المنضمات الأوائل لهذا المركز الذي عدّته مكاناً ملائماً لتعبّر عن شعورها بأريحية دون قيود يفرض عليها.

في فرقة الشهيد فاجين للغناء وضعت الشابة آخين بصمتها بصوتها العذب والفتّان والآسر للقلوب، منذ تاريخ افتتاح مركز هلال زيرين وحتى اليوم الحالي، بتقديم العديد من العروض الغنائية في مختلف المناسبات منها كـ عيد نوروز، و8 آذار (اليوم العالمي للمرأة)، وغيرها من الأعياد والمناسبات.

توسعها في مجال الغناء

تمكّنها في المجال الفني هيأها لإلقاء التدريبات على أكثر من عشرة طلاب حول الغناء وكيفية تعزيز هذه الموهبة في الذات والوصول إلى درجة الاحترافية في المركز الواقع بحي الشيخ مقصود في حلب، كما لها عدة مشاركات في الكليبات المصوّرة في الحي.

تؤكد آخين أنها "على إنها لا تضيق الإطار على نفسها فقط في مجال الغناء إنما توسع آفاقها لتشارك في تقديم المسرحيات بل وإعطاء التدريبات حولها أيضاً".

بأغنية "emê biçin heval"، بدأت مسيرتها الفنية لتنوع اليوم، بين الأغاني القومية والثورية والوطنية التي تحاكي واقع شعبها وقضيةً تأبى الاندثار والطمس.

هدف الغناء

تأثرت آخين رشو بالشخصيات البارزة في عالم الغناء الكردي كـ "عيشة شان، وعلي تجو، وجميل هورو، وبيتو جان، وباڤي صلاح"، وعدّتهم ملهميها لإكمال مسيرتها واتخذتهم كقدوة.

وجّهت آخين رشو في ختام لقاء أجرته وكالتنا معها، رسالة إلى كل الفنانين ودعتهم لإحياء الثقافة الكردية بفنهم وألا يسمحوا لها بالاندثار، سواء بصوتهم أو عزفهم أو حتى في رقصاتهم الشعبية لإبقاء الهوية حيّة أمام محاولات الإفناء.

(ي م)

ANHA