أولى خطوات حزب العمال الكردستاني نحو الحل حتى مؤتمره الـ 12
استثمر القائد عبد الله أوجلان، بالإبداعات النظرية والعملية، كل فرصة للحل، خلال السنوات الـ 37 الأخيرة، وعلى الرغم من كل محاولات التخريب والمؤامرات، وصل إلى مرحلة تاريخية.

في 27 شباط المنصرم، وجّه القائد عبد الله أوجلان، من خلال وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، نداءً تاريخياً تحت عنوان "نداء السلام والمجتمع الديمقراطي"، وطلب من حزب العمال الكردستاني عقد مؤتمر وحلّ نفسه، وقال في ندائه التاريخي: "لا يمكن أن يشهد القرن الثاني للجمهورية وحدةً واستمراريةً دائمةً إلا بتتويجه بالديمقراطية، لا سبيل للبحث عن الأنظمة وتطبيقها إلا الديمقراطية، إنّ الاتفاق الديمقراطي هو النهج الأساسي، وفي هذه العملية، أدعو إلى ترك السلاح، وأتحمّل المسؤولية التاريخية لهذا النداء".
وبمجرد إطلاق هذا النداء، حتّى بدأت المناقشات والتقييمات في جميع أنحاء كردستان والعالم، كما أعلن حزب العمال الكردستاني في الأول من آذار المنصرم (2025)، وقف إطلاق النار وعقد مؤتمره الثاني عشر في الفترة من 5 إلى 7 أيار، وأعلن للرأي العام حل الحزب.
بعد المؤتمر، ظهرت تعليقات وتقييمات عديدة من مختلف الأطراف، وعلى الرغم من أنّ معظم التقييمات إيجابية وتشير إلى إمكانية التوصل إلى حلّ ديمقراطي ودائم، فقد كانت هناك أطراف معارضة لهذا الأمر أيضاً، إضافةً إلى تقييم بعضهم للموضوع مندهشين.
لقد أشارت رسالة القائد عبد الله أوجلان وتصريحات وتقييمات قيادة حزب العمال الكردستاني إلى محاولات التغيير في الأعوام السابقة.
وفي هذا السياق، نستعرض لكم هنا محاولات كل من القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني من أجل الحل السياسي والديمقراطية.
أول مقابلة صحفية ورسالة الحوار
أجرى القائد عبد الله أوجلان أوّل مقابلة له مع الصحافة التركية عام 1988 ووجّه رسائل مهمة.
وأجرى المقابلة مع القائد، الصحفي محمد علي بيراند، ونُشرت على عدة أجزاء في إحدى الصحف التركية، ما أثار ضجة كبيرة.
يقول القائد عبد الله أوجلان خلال المقابلة: "هناك ظلمٌ واضطهادٌ واستعمارٌ كبير جداً، وفوق ذلك، هناك سياسة لا تقبل أو تعترف حتى باسمنا، للشعب الكردي جهدٌ عظيم في كفاح الشعب التركي في الأناضول لقرون، لقد عاشا جنباً إلى جنب، لكن الشعب الكردي استُغلّ من قِبل المهيمنين وتعرّض لضرر كبير نتيجةً لذلك، وهذا ظلمٌ كبير، لقد أثّر هذا الظلم على تطورنا بأكمله، ويُعدّ سؤال ’ما هذا الظلم؟ لماذا تطور إلى هذا الحد؟ وكيف سيتخلصون منه؟‘ سؤالٌ في غاية الأهمية، وكان ردّنا على هذا السؤال هو تأسيس حزب العمال الكردستاني، هناك ضغوطات كبيرة، وهناك عمليات وتعذيب، لقد تمّ تشكيل قوة حربية خاصة، وتشكيل مجموعات مرتزقة وفرق خاصة، وحراس قرى، ووحدات كوماندوس، إنّهم يستخدمون أكثر الأسلحة تطوراً، ويجب أن يعلم الجميع أنّه طالما يستمرّ هذا الظلم وتستمرّ سياسات العنف، ستستمرّ المقاومة العظيمة ضدّ هذا الظلم الكبير.
نحن لا نتوق للعنف هنا، لسنا من محبي العنف، بل على العكس من ذلك، إنّنا مستاؤون من ذلك بشدّة ونعاني بسببه، نحن لا نؤيد حل المشاكل بالعنف، ولكن إذا أصرّت الأطراف المواجهة لنا على هذه السياسة فإن هذا النضال سيستمر.
عندما يتعلق الأمر بحل المشاكل، فأنا أؤمن بقوة السياسة إلى درجة كبيرة، يجب أن يبرز سياسيون أكفاء، أن يقبلوا أنّ السياسة هي من أجل النمو والتطوّر، وأنّه يجب معالجة المشكلات من خلال الوسائل السياسية، في مثل هذه الحالة سوف نستجيب بالتأكيد، وهذا قد يؤدي إلى نتيجة جيدة وحل جيد".
تمّت مناقشة الرسائل ولكن لم تُتّخذ أية إجراءات
ودارت العديد من النقاشات حول رسائل القائد عبد الله أوجلان في ذلك الوقت، إلّا أنّ الدولة لم تتّخذ الخطوات اللازمة، وفي تسعينيات القرن العشرين، تعزّز النضال من أجل الحرية وأصبح واسع النطاق، وبدأت الانتفاضات. وفي المقابل، استمرّت سياسة الإبادة أيضاً، ولكن المقاومة أجبرتهم على قبول بعض الأشياء حتّى لو كانت بشكل محدود، قال رئيس الوزراء التركي آنذاك سليمان ديميريل إنّهم يقبلون الواقع الكردي ووصف النضال من أجل الحرية بالانتفاضة الكردية الـ 29.
خلال تلك السنوات، أصبحت القضية الكردية موضوعاً ساخناً في جميع، أنحاء كردستان وخارجها، فقد بدأ الكرد تنظيم أنفسهم في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية والإعلامية وغيرها وأصبحوا لاعبين حاسمين، لا سيما مع دخول 18 نائباً البرلمان التركي في انتخابات عام 1991، وحصول تغيّرات كبيرة في الشرق الأوسط وخارجه، وانهيار النظام السوفييتي.
إعلان وقف إطلاق النار عام 1993 وفشل جهود الحل
ورداً على هذه التطورات، شنّت الدولة التركية أعنف هجماتها، لكن المقاومة أصبحت أقوى، وخلال هذه الفترة، برزت جهود التوصّل إلى حل، وبدعوة من الرئيس التركي آنذاك تورغوت أوزال، وبوساطة زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، عقد القائد عبد الله أوجلان مؤتمراً صحفياً في وادي البقاع في 19 آذار 1993، وخلال المؤتمر الذي حضره زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني، وقيادات بعض الأحزاب الكردية، وعضو وفد إمرالي الحالي أحمد تورك، والعديد من الكتاب والصحفيين، أعلن القائد عبد الله أوجلان وقف إطلاق النار بهدف تمهيد الطريق للحل.
ومدّد حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار في 15 نيسان 1993، بناءً على طلب الرئيس التركي تورغوت أوزال وبوساطة جلال طالباني.
وخلال عملية وقف إطلاق النار، مات قائد القوات العامة في الجندرمة التركية، أشرف بتليس في حادثة تحطّم طائرة مشبوهة، كما فقد الرئيس التركي تورغوت أوزال حياته بشكل غامض بسبب تعرّضه لتسمّم غذائي، وأيضاً قُتل 33 جندياً تركياً في مدينة جولك، ووصف القائد عبد الله أوجلان وفاة تورغوت أوزال ومقتل الجنود الـ 33 بالاستفزازات وأعلن إنهاء عملية وقف إطلاق النار من جانب واحد.
المؤتمر الخامس لحزب العمال الكردستاني ووقف إطلاق النار وردّ الدولة
تمّ تخريب جهود الحوار والحل التي بذلت عام 1993، ما أدى إلى تصاعد القتال والاشتباكات العنيفة، لكنّ النضال من أجل التغيير والتحول والحل عبر الحوار والديمقراطية لم يتوقف.
وأصبح المؤتمر الخامس لحزب العمال الكردستاني منصة للنقاش من أجل التغيير والحل، وانعقد المؤتمر خلال الفترة الممتدة من 8 إلى 27 شباط عام 1995، أي بعد انهيار النظام الاشتراكي الحقيقي، وبناء على ذلك، جرت مناقشات معمّقة في المؤتمر حول التغيير والتحول.
وقدّم القائد عبد الله أوجلان التقرير السياسي للمؤتمر، وتضمّن التقرير تحليلات معمّقة ودعوات إلى تجديد البرنامج السياسي والعسكري.
وفي تلك الفترة، طلب المسؤولون الأتراك، الذين كانوا يستعدون للانتخابات البرلمانية، من القائد عبد الله أوجلان عبر بعض الوسطاء وقف إطلاق النار.
واستجابةً لهذه الدعوة وفتح الباب أمام مرحلة جديدة، انضمّ القائد عبد الله أوجلان في 15 كانون الأول من عام 1995 إلى برنامج تلفزيوني عبر قناة (MED TV) وأعلن عن وقف إطلاق النار.
مقتل 11 قروياً
وكان الردّ على وقف إطلاق النار هذا، مثل الرد الأول، هو التخريب، فبعد الانتخابات في تركيا وشمال كردستان، وتحديداً في 16 كانون الثاني عام 1996، تمّ إطلاق النار على حافلة في ناحية إيلك في شرنَخ، أسفر عن مقتل 11 شخصاً، وفور وقوع الهجوم، أصدر القائد العام للجيش التركي بياناً، حاول فيه اتّهام حزب العمال الكردستاني بالهجوم، لكن سرعان ما تبيّن أن قوات الدرك والاستخبارات ومكافحة الإرهاب (JÎTEM) هي المسؤولة عن هذا الهجوم، لقد قامت منظمة (JÎTEM )، باعتبارها منظمة غير قانونية، بجميع أنواع الممارسات القذرة في كردستان نيابة عن الدولة، ولم تعترف الدولة بوجودها إلّا بعد أن انكشفت حقيقتها.
محاولة اغتيال القائد عبد الله أوجلان والرد عليها بالعمليات الفدائية
كان أسوأ إجراء اتّخذته الدولة والذي حال دون تنفيذ وقف إطلاق النار واتخاذ الخطوات اللازمة، عام 1996. ففي 6 أيار عام 1996، تمّ تفجير سيارة محمّلة بـ 500 كيلوغرام من المتفجّرات بالقرب من المنزل الذي كان يقيم فيه القائد عبد الله أوجلان في دمشق، ولم يسفر الهجوم عن وقوع إصابات، باستثناء أضرار مادية لحقت بمحيط المبنى، وتبيّن لاحقاً أنّ رئيسة الوزراء التركية آنذاك تانسو تشيلر، ورئيس الشرطة محمد آغار، ورئيس الأركان آنذاك دوغان غوريش، كانوا متورطين في الهجوم.
وقال القائد عبد الله أوجلان، عبر مكالمة هاتفية في برنامج تلفزيوني لقناة (MED TV) عقب الهجوم: "نحن نقول السلام والأخوة، ولتتوقف هذه الحرب، فنتعرّض في المقابل للمفخخات".
وفي مواجهة هذه الهجمات، عزّز مقاتلو حركة التحرّر الكردستانية مقاومتهم وبدأوا مرحلة جديدة، ونفّذت المقاتلة في جيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK)، زينب كناجي (زيلان) في الـ 30 حزيران عام 1996، عملية فدائية بين الجنود الأتراك في ديرسم، وكانت هذه العملية بمثابة نقطة تحوّل جديدة في النضال من أجل الحرية.
مساعي أربكان وعملية 28 شباط
لم تُنفّذ عملية وقف إطلاق النار واشتدّت المعارك، لكن الجهود استمرّت، ومرة أخرى، ومن خلال بعض الوسطاء، تبادلت الحكومة التركية والقائد عبد الله أوجلان الرسائل.
كان نجم الدين أربكان رئيس وزراء تركيا من عام 1996 إلى عام 1997، لكنّ حكومته كانت ائتلافية ولم يكونوا على اتفاق، لا سيما أنّ تانسو تشيلر كانت نائبة رئيس الوزراء، وخلال هذه الفترة، جرت محاولات الحوار من خلال أربكان، ونتيجة لهذه الجهود، سلّم حزب العمال الكردستاني مجموعة من الجنود الأتراك الأسرى إلى منظمات حقوق الإنسان بمنطقة زاب في آب 1996.
وأرسل القائد عبد الله أوجلان خلال تلك المرحلة رسالة إلى أربكان، قال فيها: "نفضّل أن يزول هذا الظلم وتتوقّف هذه الحرب، وأن يتمّ اتّخاذ خطوات حقيقية وموثوقة مبنية على الأخوة، فاغتنموا هذه الفرصة..".
ولكن هذه المرّة، وتحديداً في 28 شباط 1997، تمّت إقالة الحكومة في تركيا، واستقال أربكان من رئاسة الوزراء بعد اجتماع مجلس الأمن القومي وقراره، وكان من المقرر إعادة تشكيل الحكومة، لكن الرئيس آنذاك سليمان ديميريل لم يعيّن أي من المتحالفين معه مرة أخرى، ولذلك يصف البعض في تركيا، هذا التاريخ بانقلاب 28 شباط.
الرد على وقف إطلاق النار بالمؤامرة
وبعد فشل هذه المبادرة، صعّدت الدولة التركية من هجماتها، وبدأ الجيش التركي في الـ 14 من أيار عام 1997، تحت اسم "المطرقة" هجوماً كبيراً على منطقة زاب، كما تمّ خلال اجتماع مجلس الأمن القومي اتّخاذ خطوات ضدّ حزب (HADEP)، أحد الأحزاب الأولى للحركة السياسية في شمال كردستان، حيث تمّ بعد الاجتماع اعتقال قيادات وأعضاء الحزب.
ولم تحقّق الدولة أي نتائج من هذه الهجمات، وكانت منخرطة في الحوار مع القائد عبد الله أوجلان. فبحسب الصحفي جنكيز جاندار، وهو حالياً نائب برلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، فإنّ كبار قادة الجيش التركي دخلوا في حوار مع القائد عبد الله أوجلان عام 1997 من خلال كوادر حزب العمال الكردستاني صبري أوك ومظفر أياتا، اللذين كانا في السجن في ذلك الوقت.
إعلان وقف إطلاق النار عام 1998 ومؤامرة 9 تشرين الأول و15 شباط
تمّ إعلان وقف إطلاق النار، لكنّ الدولة التركية صعّدت من تهديداتها، هدّد الرئيس التركي سليمان ديميريل سوريا في البرلمان، كما أصدر قادة الجيش تصريحاتهم على الحدود وهددوا بمهاجمة سوريا، وتفادياً لذلك، غادر القائد عبد الله أوجلان سوريا في 9 تشرين الأول عام 1998.
وعلى الرغم من ذلك، واصل القائد عبد الله أوجلان، الذي سيطلق على هذا الأمر فيما بعد اسم المؤامرة الدولية، وقف إطلاق النار من جانب واحد، لقد مرّ القائد عبد الله أوجلان بمرحلة صعبة بين أثينا وروما وموسكو ونيروبي، وأثناء وجوده في العاصمة الإيطالية روما، أصدر بياناً من أربع نقاط أطلق عليه "دعوة للسلام والتفاوض".
لكنّ الهجمات والمؤامرات استمرّت، وتمّ تسليم القائد عبد الله أوجلان إلى الدولة التركية في 15 شباط عام 1999، بالتعاون مع القوات الدولية والإقليمية في العاصمة الكينية نيروبي، وتبيّن لاحقاً أنّ العديد من الدول والقوى الإقليمية والكردية كانت متورطة أيضاً في المؤامرة.
إعلان وقف إطلاق النار عام 1999
وأعلن حزب العمال الكردستاني، الذي كان يعقد مؤتمره السادس في ذلك الوقت، انتهاء وقف إطلاق النار من جانب واحد، وأعلن الحرب الشاملة.
وفي الأول من أيلول عام 1999، أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار للمرة الرابعة من أجل ضمان السلام، وقرر سحب مقاتليه إلى خارج الحدود التركية.
وبدعوة من القائد عبد الله أوجلان أُرسل 20 شخصاً من كوادر الجبال وأوروبا إلى تركيا.
مشروع السلام الديمقراطي
تبنّى حزب العمال الكردستاني مشروع السلام الديمقراطي في مؤتمره الاستثنائي السابع وأطلق عدة دعوات للسلام، منها مشروع السلام في 20 كانون الثاني عام 2002، وخطة العمل من أجل السلام والديمقراطية في 4 تشرين الثاني عام 2002، وإعلان المطالب بشأن عدم بدء حرب جديدة ودفع عملية السلام في 19 حزيران عام 2001، وإعلان الحل في 22 تشرين الثاني عام 2002، وإرسال رسائل بشأن حل القضية الكردية إلى الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الوزراء وقائد الجيش وجميع الأحزاب السياسية مرتين في أوائل وأواخر عام 2002.
وعلى الرغم من كل محاولات ومساعي السلام التي بذلها حزب العمال الكردستاني، واصلت تركيا سياساتها التدميرية دون انقطاع.
وبدأت حركة التحرّر الكردستانية دفاعها النشط في الأول من حزيران عام 2004.
وأصدر البرلمان التركي في الحقبة الجديدة التي بدأت باتفاقية واشنطن في 5 تشرين الثاني 2007، قراراً بالحرب.
وقام جيش الاحتلال التركي بقصف مناطق الدفاع مديا مرّات عديدة، وبدأ في الـ 21 من شباط عام 2008، عملية احتلالية في مناطق الدفاع مديا.
قرار منظومة المجتمع الكردستاني عام 2009 بوقف أنشطتها
أعلنت منظومة المجتمع الكردستاني في الـ 13 من نيسان عام 2009، قرارها وقف أنشطتها بسبب النتائج السياسية للانتخابات المحلية التي جرت في 29 آذار، فقابلت الدولة وحكومة حزب العدالة والتنمية قرار منظومة المجتمع الكردستاني بوقف أنشطتها، بإطلاق عمليات إبادة سياسية ضدّ حزب (DTP)، وكان من المقرر أن ينتهي قرار وقف العمليات والأنشطة في الأول من حزيران.
مجموعات السلام مجدداً
في 19 تشرين الأول، وبدعوة من القائد عبد الله أوجلان، عبرت مجموعات السلام التابعة لمنظومة المجتمع الكردستاني من قنديل ومخمور إلى تركيا، عبر معبر خابور الحدودي، واستقبلها ملايين المواطنين.
وبعد دخولها إلى تركيا، ازدادت الضغوط من قبل الشرطة والقضاء، إلى جانب الدعاوى القضائية التي تم رفعها، وتمّ اعتقال بعض أعضائها، وبلغ إجمالي المعتقلين والموقوفين في عمليات الإبادة السياسية التي قادها حزب العدالة والتنمية 700 شخص، بينهم نواب سابقون ورؤساء بلديات وممثلو مؤسسات.
قرار القائد عبد الله أوجلان عام 2010
مع غياب فرص الحل السياسي وترسيخ سياسات القمع التي ينتهجها حزب العدالة والتنمية، أعلن القائد عبد الله أوجلان في الـ 31 من أيار عام 2010، ابتعاده عن هذه العملية، وذكرت منظومة المجتمع الكردستاني في بيانها الصادر في الأول من حزيران عام 2010 أنّ حزب العدالة والتنمية قد أحبط جميع مبادرات قائدها المتعلقة بعملية السلام والحل الديمقراطي، وأعلنت أنها أنهت بالتالي قرارها الذي أعلنته في 13 نيسان عام 2009 بوقف أنشطتها.
إعلان وقف إطلاق النار عام 2013 ودولمة بهجة
كان حزب العدالة والتنمية يعوّل على القضاء على حزب العمال الكردستاني، اعتماداً على نتائج انتخابات 12 حزيران 2011، وبعد ذلك بدأت عملية الانتخابات مرة أخرى.
بعدها أعلن حزب العمال الكردستاني في الـ 10 من تشرين الأول عام 2013 وقف إطلاق النار، من أجل السماح بإجراء انتخابات الأول من تشرين الثاني بطريقة سلمية وآمنة، لكن الدولة التركية ردت على وقف إطلاق النار بالهجمات.
قال القائد عبد الله أوجلان في تشرين الأول عام 2024: "إذا توافرت الظروف، فإنني أمتلك القوة النظرية والعملية لنقل الحرب إلى الأرضية القانونية والسياسية"، بعد ذلك زار سري سُريا أوندر وبرفين بولدان إمرالي وقابلا القائد عبد الله أوجلان، وبعد هذا اللقاء، وباقتراح منه، زار وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الأحزاب السياسية في تركيا وجنوب كردستان، وقد عُرضت نتائج هذه الزيارات على القائد عبد الله أوجلان في اللقاء الثاني، والتقى وفد حزب المساواة وديمقراطية الشعوب بالقائد مرة أخرى في 26 شباط المنصرم، وتوجّه إلى إسطنبول وأعلن نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" التاريخي الذي وجّهه القائد عبد الله أوجلان، للرأي العام.
(ر)