سجال ناري بين ترامب وماسك يهدد إمبراطورية الملياردير الأغنى
شهدت العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، يوم الخميس، توتراً حاداً تطور إلى سجال علني، بعد أن تبادل الطرفان انتقادات وتهديدات، ما أثار تفاعلاً واسعاً على وسائل التواصل الافتراضي وألقى بظلاله على أسواق المال.

بدأ الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، عندما وجه ترامب انتقادات مباشرة لماسك خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، مشيراً إلى أنه كان قد أقام له حفل وداع بعد انتهاء مهامه ضمن لجنة الكفاءة الحكومية.
ووصف ترامب ماسك لاحقاً بأنه "مجنون"، قائلاً إنه طلب منه المغادرة، وهو ما دفع ماسك للرد عبر منصة "إكس" المملوكة له، معتبراً أن الرئيس السابق لم يكن ليفوز في انتخابات 2024 لولا دعمه، واصفاً ترامب بأنه "ناكر للجميل".
وفي تصعيد سريع، كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" أنه بالإمكان توفير مليارات الدولارات من الميزانية عبر إلغاء العقود والدعم الحكومي الممنوح لشركات ماسك.
وتسبب هذا التصريح في تراجع حاد في أسهم "تسلا" بنسبة 14.3%، ما أدى إلى خسارة تقدر بنحو 150 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة.
رداً على ذلك، أبدى ماسك تأييده لمنشور على منصة "إكس" يدعو إلى عزل ترامب، في خطوة رمزية تفتقر إلى أرضية قانونية في ظل سيطرة الجمهوريين على مجلسي النواب والشيوخ.
وكان الخلاف بين الطرفين قد تصاعد في وقت سابق هذا الأسبوع بعد انتقاد ماسك لمشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي يدعمه ترامب، معتبراً أنه سيفاقم العجز المالي للبلاد.
وفي خضم التوتر، أعلن ماسك تعليق تشغيل مركبة "دراغون" الفضائية التابعة لشركته "سبيس إكس"، والتي تلعب دوراً مهماً في برنامج الفضاء الأمريكي، لكنه عاد لاحقاً وتراجع عن القرار، مؤكداً استمرار التزامه بالبرامج الفضائية.
وفي تطور لافت، نشر ماسك منشوراً زعم فيه – دون تقديم أدلة – أن اسم ترامب ورد في وثائق حكومية تتعلق بالملياردير الراحل جيفري إبستين، المدان سابقاً بجرائم استغلال جنسي.
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، هذا التصريح بأنه "فصل مؤسف"، معتبرة أنه ناتج عن استياء ماسك من مشروع قانون لم يتضمن السياسات التي يؤيدها.
العلاقة بين الطرفين كانت قد شهدت تقارباً ملحوظاً في الأشهر الماضية، حيث دعم ترامب تعيين ماسك ضمن لجنة حكومية، كما تكررت زيارات ماسك للبيت الأبيض. لكن خلافات بشأن السياسات الاقتصادية وتوجهات إدارة الدولة أدت إلى فتور تدريجي، وبلغ ذروته بانهيار العلاقة بشكل علني.
وفي ختام السجال، دعا ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، إلى ترحيل ماسك من الولايات المتحدة، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، في إشارة إلى تصاعد التوتر السياسي بين أبرز شخصيتين مؤثرتين في المشهد الأمريكي حالياً.
ماسك يخسر نحو 34 مليار دولار من صافي ثروته الشخصية
في تطور دراماتيكي، وبعد تهديدات ترامب خسر ماسك نحو 34 مليار دولار من صافي ثروته الشخصية في يوم واحد، وهي ثاني أكبر خسارة تُسجل في مؤشر بلومبرغ للمليارديرات منذ إنشائه.
ويُعزى هذا التراجع إلى انخفاض حاد في أسهم شركة تيسلا بنسبة 14%، بعد تهديد ترامب بإلغاء عقود ضخمة بين الحكومة الأمريكية وشركات ماسك، أبرزها تيسلا وسبيس إكس.
وبأسلوبه المعروف، رد ماسك على تهديدات ترامب بمنشور قصير على منصة "إكس" اقتبس فيه عبارة "هيا، أسعدني" من فيلم للممثل كلينت إيستوود، ثم أشار لاحقاً، دون تقديم أدلة، إلى أن اسم ترامب ورد في ملفات قضية جيفري إبستين، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً، ووصفه البيت الأبيض بأنه "تصرف مؤسف".
في خضم هذا التوتر، أطلق ماسك استطلاعاً للرأي بين متابعيه يتساءل فيه إن كان الوقت قد حان لإنشاء حزب سياسي جديد يمثل الطبقة الوسطى الأمريكية، ما عدَّه مراقبون إشارة إلى طموحات سياسية أو على الأقل سعياً للتأثير في المشهد الحزبي التقليدي.
رغم الخسائر الكبيرة، تظل ثروة ماسك ضخمة، وتُقدّر حالياً بـ334.5 مليار دولار، مدفوعة بقيمة "سبيس إكس" التي جرى تقييمها مؤخراً بـ350 مليار دولار في صفقة داخلية.
(م ح)